.. ثلاث أخوات سعاد(الكبرى) هند(الوسطى) ليلى(الصغرى) كانت سعاد مستقيمة على دين الله أما هند وليلى فاالله أعلم بحالهن.. كانت دوماً تسعى جاهدة لنصحهن ولكن بلا جدوى..
وفي أحد الأيام دعتهن إحدى الصديقات إلى حفلة زواج وكنَّ يعلمن بأنه سيكون فيها من المنكرات ماالله به عليم فرفضت سعاد الذهاب إلى تلك الحفلة ونصحت هند وليلى بعدم الذهاب وخوفتهنَّ من النيران وذكرتهنَّ بالجنان ولكن بلافائدة تقبلنَّ كلماتها بكل سخرية واستهزاء.. وعندما شعرت سعاد بأنَّ تلك الكلمات لم تحرك فيهنَّ شيئاً ولم تردعهنَّ عن ذلك قالت وبصوتٍ عالٍ هزَّ أسماعهنَّ (اللهم إني قد بلغت اللهم فاشهد)
لقد كان لتلك العبارة القوية قرعاً شديداً على قلوبهنَّ وبدت على وجوههنَّ علامات الخوف والرهبة ولكنهنَّ لم يلقين لذلك بالاً ومضين إلى تلك الحفلة وشاركن من فيها في سماع ذلك الغناء الماجن والرقص واللباس العاري وفي أثناء رقصهنَّ إذا بليلى تسقط مغشياً عليها وهند تصرخ صرخة قوية.. ليلى أختي مابك؟! ردي عليَّ,, ليلى.. ليلى،، لاكلام..لاحراك..
حتى الأنفاس تتردد في داخلها بكل صعوبة تكاد أن تنقطع.. هند تسكب الدموع تلو الدموع وترسل الصرخات تلو الصرخات وهي تردد أختي ليلى أرجوك كلميني.. حدثيني.. ياليتنا سمعنا نصيحة سعاد.. ياليتنا لم نحضر هذه الحفلة.. ولكن بعد ماذا؟!
إن ليلى تحتضر.. أيقنت هند بذلك وودعت أختها الوداع الأخير.. الوداع الذي لالقاء بعده.. كانت تتمنى قبل الوداع أن تنطق ليلى بالشهادة ولكن كيف لأعضاءٍ سُخِّرت في المعاصي وماتت عليها أن تذكر تلك الكلمة العظيمة"إنَّالله وإنَّا إليه راجعون" ..
أخذت هند تتساءل والدموع تسيل من عينيها,, ماتت أختي ليلى.. نعم ماتت وتركت الدنيا ومتعها.. مانفعها غنائها ولهوها.. ماجوابها عند سؤال منكر ونكير؟! وما حالها عند حساب خالقٍ عظيم؟!
مازالت هند تبكي وتبكي على خاتمة أختها السيئة والضياع الذي كنَّ يعشنه معاً فتداركت أيامها الباقية قبل الرحيل.. وأعلنت توبتها إلى الرب الكريم.. وهي تردد..
(ياليت قومي يعلمون)