هل ينجح شوستر حيث فشل غيره ؟
يعتبر نادي ريال مدريد الإسباني أحد أعرق الأندية الإسبانية والعالمية بسجله الحافل بالألقاب والأرقام القياسية (30 مرة بطلاً للدوري الإسباني, تسع مرات بطلاً لدوري أبطال أوروبا), فضلاً عن شهرته الكبيرة في عالم كرة القدم وصيطه الذائع كحلم أيّ لاعب كرة قدم وشهرته الكبيرة في استقطاب أبرز نجوم اللعبة منذ تأسيسه.
بعد أن نجح في إحراز لقب الدوري الإسباني (الليغا) للمرة الثلاثين في تاريخه في الموسم الماضي بعد أربعة مواسم عجاف, شرع ريال مدريد في الإعداد للموسم الحالي (2007-2008) عبر "ورشة" تغييرات كبيرة في صفوف الفريق.
بداية كانت إقالة المدرب الإيطالي فابيو كابيللو, وحل محله الألماني بيرند شوستر مدرب خيتافي السابق بعد أن كان غزل متبادل بين ريال وبينه على مدار ثلاثة مواسم.
في الخامس من تموز/يوليو عيّن النادي الإسباني ميغيل أنخيل برتغال مستشاراً فنياً, كما تعاقد مع كل من المدافع الألماني كريستوف ميتزلدر في صفقة انتقال حر من بروسيا دورتموند, ثم أنفق 30 مليون يورو للتعاقد مع المدافع البرازيلي بيبي من بورتو البرتغالي, والحارس البولندي يرزي دوديك في صفقة انتقال حر من ليفربول الإنكليزي, وخافيير سافيولا أيضاً في انتقال حر من برشلونة الإسباني, والمدافع الهولندي وينستون درينيتي من فيينورد روتردام مقابل 14 مليون يورو, وصانع ألعاب أياكس أمستردام الهولندي ويسلي سنايدر مقابل 27 مليون يورو, وعاد كل من المهاجم روبرتو سولدادو, ولاعب الوسط البرازيلي خوليو بابتيستا, والإسباني خافيير بالبوا من الإعارة.
في المقابل رحل عن النادي الحارس دييغو لوبيز(فياريال), راوول برافو (أولمبياكوس) وروبرتو كارلوس (فنربخشه) وإيفان هيلغيرا (فالنسيا) وألفارو ميخيا (مرسيه) وأوسكار ميمانبرس(فالنسيا) وكارلوس ديوغو(سرقسطة), وفرنشيسكو بافون(سرقسطة), ولاعبي الوسط دايفيد بيكهام (غالاكسي الأميركي) وبابلو غارسيا (إعارة إلى مرسيه) والمهاجمين خوسيه أنطونيو رييس(أتليتيكو مدريد) وأنطونيو كاسانو (إعاره إلى سمبدوريا).
كما لم يتأكد بعد انضمام الهولندي أريين روبن من تشلسي الإنكليزي, ورحيل البرازيلي سيسينيو إلى روما الإيطالي.
يمكن القول إن تغييرات جذرية حصلت في الفريق, وإذا ما أضفنا انتقال كل من البرازيلي مارسيلو والأرجنتينيان غاغو وهيغواين الذي حصل في كانون الثاني/يناير من الموسم الماضي, نجد أن نصف الفريق إضافة إلى المدرب لا يعرف بعضه ولم يخض مباريات أو تدريبات بالقدر الكافي ليتجانس.
من ما تقدم, يطرح سؤال حول قدرة النادي على تحقيق الألقاب بقيادة المدرب الجديد بيرند شوستر؟؟ وهل ستصبر الإدارة على المدرب لتكوين الفريق وإيجاد التفاهم المطلوب بين اللاعبين؟؟
إن من المشاكل الكبيرة التي واجهها ريال مدريد في المواسم الماضية كثرة تغيير المدربين (7 مدربين منذ عام 2003), والمفارقة أن آخر هؤلاء فابيو كابيللو وعد ببناء فريق قوي وأجرى تغييرات أبرزها كان إقصاء كوكبة النجوم ونجح في إحراز اللقب في موسمه الأول, فما كان من النادي إلا أن أقاله !!!, وبالتالي فإن المسؤولية الملقاة على عاتق شوستر كبيرة وكبيرة جداً, ومما لا شك فيه أن طموح الإدارة يتعدى مسابقة الليغا إلى دوري أبطال أوروبا وهي البطولة المحببة إلى قلب نادي العاصمة, وهو الأمر الذي عجز عنه كابيللو ولوبيز كارو ولوكسمبورغو وغارسيا ريمون وكاماتشو وكارلوس كيروش.
بالتأكيد ستفرض صعوبة التحدي تعاطياً استثنائياً من شوستر وهو الذي جاهر مراراً وتكرار برغبته في تدريب ريال مدريد, أما وقد أصبح في سدة الجهاز الفني يبقى عليه أن يترجم أقواله أفعالاً ونتائج و"ألقاباً".